قليل منا من يحاول تطبيق هذه المقولة في حياته العملية "قل لي وسوف أنسى، أرني وقد أتذكر، أشركني وسوف أتعلم" فالمدرس اليوم أصبح عمله يقتصر على شرح الدروس بمحتوى المنهج المقرر لكل مادة من وزارة التربية، وأضحت مشاركة الطالب شبه معدومة لأن الوقت لا يسمح بسبب كثافة المواد المقررة وضيق الوقت.
هولندا الدولة الأولى التي حولت هذه المقولة إلى الطريقة العملية، بتصميم متحف ضخم لجسم الإنسان متحف "Corpus" وكلمة "Corpus" باللاتينية تعني جسم، وهو المتحف الوحيد في العالم الذي احتضن هذه الفكرة، والذي تم افتتاحه في 14 آذار عام 2008.
ارتفاعه 35 متراً وهو مبني من الزجاج الشفاف لتحقيق شفافية عالية لمنحنيات الجسم البشري حقاً ملفت للأنظار.
هدفه تعليم الأفراد فكرة عمل جسم الإنسان.
كيف يسمع الإنسان؟
كيف يرى؟
كيف ننام؟
كيف نعطس؟
كيف يعمل جسم الإنسان؟
ما هي وظيفة كل عضو؟
ما هي شروط الغذاء الصحي؟
كيف تحافظ على جسمك من الأمراض؟ وكيف تتقيها؟ وأهمية الرياضة في الحفاظ على صحة الإنسان.
وكيف يتكون الجنين؟ إلى غيرها من الأسرار..!!
سابقاً كنا لا نعلم تفاصيل جسم الإنسان إلا من خلال مشاهدة بعض برامج التعليمية المعروضة في التلفزيون أو بقراءة بعض الكتب العلمية، أما أن نرى أمامنا متحف بالكامل متخصص في عرض أجزاء جسم الإنسان ويقدم شروح لكل جزء فيه، وتمكين الزوار من معرفة أسرار الجسم وما يحدث بداخله فهذا شيء جميل.
كما يضم المتحف من الداخل العديد من وسائل وتقنيات التعليم الحديثة من مجسمات وشاشة عرض ثلاثية الأبعاد وأساليب ترفيهية تعليمية ممتعة وشيقة إضافة إلى تنوع المعارض فيها، وفي داخل المتحف سيجد الزائر إجابة لكل تساؤل يخطر على باله يتعلق بالجسم البشري وكيفية عمله ووظائفه بالصوت والصورة والإحساس.
متحف جسم الإنسان أو Corpus museum يقع على طول الطريق السريع بين أمستردام ولاهاي، وبالتحديد في مدينة Oegstgeest الهولندية.
الجولة في المتحف تكون ضمن مجموعات تنطلق كل بضع دقائق يرافقها دليل وتتخلل الجولة محطات توقف داخل بعض الأعضاء الرئيسية داخل جسم الإنسان مثل القلب والعقل وشروحات المختصين وعروض ترافقها مؤثرات مرئية وسمعية وحسية كفيلة بالإجابة على كل ما يخطر على بال الزائر من أسئلة صحية وغذائية أو وظائفية.
المدهش في ذلك المتحف هو إنه يتيح للزائر رحلة شبه حقيقية إلى داخل جسم الإنسان يستطيع من خلالها أن يرى ويسمع ويتعلم.
وهذا مقطع فيديو لمتحف جسم الإنسان يشرح ما ذكرناه أنفاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق