”شكلها التكنولوجيا بتحل مشكلة منع قيادة المرأة السعودية. قولوا أهلاً وسهلاً بالسيارة التي تقود نفسها (بعد سنتين).”
هذا ما كتبته زوجة الأمير الوليد بن طلال الأميرة أميرة الطويل على حسابها الخاص في موقع التواصل الاجتماعي في تويتر بعد انتشار خبر مفاده أن التكنولوجيا ستتوصل لصنع سيارة بدون سائق بعد عامين من الآن.
ولكن تفاؤل الطويل في نشرها هذا الخبر السار سرعان ما تحول إلى تغريدات ساخرة من قبل بعض المغريدين الذين قالوا بأن المشكلة أكثر تعقيداً من الظاهر.
وانتقادات النشطاء وموقفهم الساخر من الخبر لم يأت من فراغ... فمعظم الأسباب التي قدمت لمنع المرأة السعودية من القيادة لم تكن تتعلق بملامسة المرأة عجلة القيادة بل تعدته بحجج أخلاقية ودينية وصحية وحتى فسيولوجية ونفسية، وعليه فإن هذا الاختراع الجديد، على الأرجح، لن يخدم التوقعات ولن يحل مشكلة المرأة السعودية التي وصلت لمرتبة وزير وعضو مجلس شورى ونالت العديد من الجوائز العلمية العالمية ومازالت لا تستطيع قيادة سيارتها.
ومن بعض الأسباب التي قدمها رجال وعلماء دين بغرض تبرير منع قيادة المرأة للسيارة، وهي بمجملها تنطبق أيضاً على السيارة التي تقود نفسها، بحسب منطق الأسباب المطروحة.
فرداً على حملة دعت النساء لتحدي الحظر بالقيادة يوم 26 اكتوبر/تشرين الأول صرح الشيخ صالح بن سعد اللحيدان أن قيادة المرأة للسيارة يؤثر عكسياً على الناحية الفسيولوجية؛ الذي بدوره يؤثر تلقائياً على المبايض، ويدفع الحوض إلى أعلى. وإستنتج حينها: ”لذلك نجد غالب اللاتي يقدن السيارات بشكل مستمر يأتي أطفالهن مصابين بنوع من الخلل الإكلينيكي المتفاوت لدرجات عدة.”
كما حارب رجال دين آخرون هذه الحملة بربط ارتفاع حوادث السير التي تسببها المرأة في دول عربية مقارنة مع الرجل. من جهته، قال مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن قرار منع المرأة من قيادة السيارة هو ”حماية للمجتمع من الشر”، داعيا إلى عدم اعتبار هذه المسألة ”الهم الشاغل” للمجتمع.
لذا، فإن السيارة المنتظرة التي ستقود نفسها عبر الرادار والليزر، لن تحمل المرأة في الهواء (لتمنعها من الجلوس على المقعد وتحافظ بذلك على مبيضها) ولن تحد من حوادث السير التي يمكن أن تسببها لأنها ستستخدم برنامجاً اتوماتيكياً لا يتطلب تحكماً شخصياً، إضافة إلى ذلك، فإنها لن تحمي المجتمع من الشر طالما أن المرأة، في آخر الأمر، ستستعمل السيارة في التنقل من مكان إلى آخر.
وفي محاولة لتوظيف هذه الأسباب في الرد على الطويل عقب نشرها التغريدة، قال علي شنيمر: ”لست متأكداً أن مشكلتك قد حلت. المسألة لا تتعلق بمن يجلس وراء عجلة القيادة ولكن بحرية قيادتك وحدك عندما ترغبين بذلك.”
وقال آخر: سيجدون طريقة لجعلها “غير أخلاقية” … ثق بي.”
وقالت أخرى تدعى سمر خان: ”في هذه الحالة سيصدر قرار جديد يمنع المرأة من ركوب السيارة بدون محرم”
يذكر أنه لا يوجد مستند شرعي ونظامي على منع المرأة قيادة السيارة، حيث أن نظام المرور السعودي لا ينص على منع النساء من القيادة وجميع بنود النظام الصادر بالمرسوم الملكي رقم ٨٥/ وتاريخ ١٤٢٨/١٠/٢٦ هجرية تنص المادة السادسة والثلاثين من ذلك النظام على تسعة اشتراطات للحصول على رخصة القيادة وليس من بينها جنس طالب الرخصة. ولا يوجد نص في الشريعة الإسلامية يحرم قيادة المرأة للسيارات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق